دبي تثبت يومًا بعد يوم أنها نموذج يحتذى به في الاستدامة والابتكار. مع تطبيق معايير المباني الخضراء على أكثر من 55 ألف مبنى حكومي وخاص، تعزز دبي مكانتها كمدينة عالمية مستدامة، ماضيةً بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة والمياه.
تم تحديث استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050 بتوجيه من سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، بهدف تحقيق وفورات تصل إلى 30% بحلول 2030 و50% بحلول 2050. هذه الأرقام ليست مجرد طموحات، بل خطة محكمة تشمل تحديث المباني، تحسين كفاءة التبريد، وتشجيع استخدام المياه المعاد تدويرها، بالإضافة إلى تبني تقنيات الشحن الذكي والتنقل المستدام.
إنجازات مشرفة في كفاءة الطاقة
- المباني الخضراء: منذ تطبيق كود المباني الخضراء في 2011 وإلزاميته في 2014، ارتفع عدد المباني الخضراء في دبي ليصل إلى 55 ألف مبنى، مع تحسين الكود الحالي بنسبة 20%. الكود الجديد المخطط لعام 2026 سيحقق كفاءة إضافية بنسبة 35%.
- برنامج تحديث المباني (Retrofit): شمل أكثر من 15 ألف مبنى، منها 1500 مبنى حكومي بنهاية 2024، مما وفر 709 جيجاواط ساعة من الكهرباء و462 مليون جالون من المياه سنويًا.
- التبريد المركزي: 25.5% من قدرة التبريد في دبي تعتمد على التبريد المحلي الفعّال بكفاءة تصل إلى 0.85 كيلوواط ساعة/طن تبريد/ساعة، مع قدرة مركبة تبلغ مليوني طن تبريد.
- الطاقة الشمسية: تركيب أنظمة طاقة شمسية بقدرة تتجاوز 600 ميجاواط على أسطح المباني.
- النقل الأخضر: تحويل أكثر من 65 ألف مركبة إلى مركبات صديقة للبيئة، مع وجود 400 نقطة شحن منتشرة في المدينة.
في 2023، حققت دبي وفورات بلغت 9.7 تيراواط ساعة من الكهرباء (بانخفاض 16%)، و19 مليار جالون من المياه (بانخفاض 12.5%)، مما ساهم في تقليل 21.5 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتوفير 14.6 مليار درهم منذ 2011.
الذكاء الاصطناعي لدعم الاستدامة
تستثمر دبي في التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتحليل البيانات الضخمة وتحسين توزيع الموارد، مما يعزز كفاءة الشبكات الذكية ويضمن صيانة تنبؤية عالية الكفاءة.
رؤية طموحة للعقد المقبل
تتجه دبي نحو تعزيز برامجها الاستراتيجية بحلول 2025، مع التركيز على تطوير كود بناء جديد، استراتيجيات للاقتصاد الدائري، وتخزين الطاقة، بالإضافة إلى خطط تحسين كفاءة الطاقة في قطاعي الصناعة والضيافة.
ما تحققه دبي اليوم ليس إنجازًا محليًا فقط، بل هو شهادة على دورها القيادي عالميًا في الاستدامة. بفضل التعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستراتيجيات الطموحة، تقود دبي المنطقة نحو مستقبل أخضر ومستدام بالكامل.
هذا هو النموذج الذي يحتاجه العالم، وهذه هي الرؤية التي تجعل دبي مدينة المستقبل بحق.
