أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن الإطلاق المرتقب للقمر الاصطناعي “محمد بن زايد سات” في يناير الجاري، الذي سيُطلق على متن صاروخ “فالكون 9” في مدار أرضي يبلغ ارتفاعه 613 كم. ويتميز القمر بقدرته على تقديم صور فائقة الدقة، حيث يمكنه رصد الأرض بتفاصيل دقيقة تصل إلى أقل من متر مربع، وهي واحدة من أبرز الخصائص المتقدمة في مجال الفضاء.
وأشار المركز إلى أن 90% من الأنظمة الميكانيكية والإلكترونية للقمر قد تم تطويرها داخل دولة الإمارات، مما يسهم في تعزيز مكانة الدولة في قطاع الفضاء العالمي. ويعد “محمد بن زايد سات” من أكبر وأحدث الأقمار الاصطناعية في المنطقة، وسوف يُسهم بشكل كبير في تلبية الطلب المتزايد على صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة.
هذا القمر سيكون له دور أساسي في دعم العديد من القطاعات الحيوية، بما في ذلك التخطيط العمراني المستدام، مراقبة التغيرات البيئية، وكذلك دعم جهود مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل. كما سيساعد في تحسين إدارة الكوارث العالمية من خلال تقييم الأضرار ومساعدة المنظمات الإنسانية في إيجاد حلول للتخفيف من آثار هذه الكوارث.
وفيما يخص خصائص القمر، قال سعيد حارب، خبير إلكترونيات الحمولة للقمر، إن كاميرا “محمد بن زايد سات” تتمتع بقدرة تصوير تفوق ضعف الإمكانات الموجودة حالياً. وتعمل هذه الكاميرا على التقاط الصور عبر مجموعة واسعة من الأطياف، بما في ذلك الطيف المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة، ما يسمح بالتقاط صور دقيقة للأرض تعزز من قدرة القمر على تقديم معطيات بيئية وعمرانية أكثر دقة.
ومن الجدير بالذكر أن القمر سيحسن دقة التقاط الصور بنسبة الضعف مقارنة بالأقمار السابقة، بالإضافة إلى زيادة سرعة نقل البيانات بمعدل ثلاث مرات. كما أن نظام المعالجة التلقائية للصور في القمر سيسهم في إنتاج صور تفوق الكمية التي يُنتجها المركز حالياً بمقدار عشرة أضعاف.
وقد أكّد مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء أن القمر قد اجتاز بنجاح الاختبارات البيئية، وهو الآن جاهز للنقل إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء التجهيزات النهائية قبل موعد الإطلاق المقرر.