في عام 2024، استمرت دولة الإمارات في تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية عبر مجموعة من الإنجازات والمبادرات التي تعكس ريادتها وتنافسيتها على الساحة الدولية. مع بداية هذا العام، أطلقت الإمارات العديد من الفعاليات التي جمعت بين الإبداع والابتكار، مما جعلها واحدة من أبرز القوى العالمية في مختلف المجالات، بدءاً من الفضاء إلى الذكاء الاصطناعي، وصولاً إلى القمة الحكومية والشرطية.

من أهم الفعاليات التي شهدها الربع الأول من العام، كان المنتدى الاستراتيجي العربي الذي يعد منصة رئيسية لاستشراف المستقبل وتحديد حلول مبتكرة للتحديات الإقليمية والدولية. تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بدأ المنتدى في عام 2001، وأصبح منذ ذلك الحين محط أنظار القادة والمفكرين من كافة أنحاء العالم. وقد شهدت الدورة الأخيرة من المنتدى تسليط الضوء على أبرز التوجهات الجيوسياسية والاقتصادية التي تؤثر على المنطقة والعالم.

أما في مجال الفضاء، فقد كانت الإمارات على موعد مع الإنجاز الكبير من خلال انضمامها إلى مشروع محطة الفضاء القمرية «Gateway»، بالتعاون مع دول مثل الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي. هذا المشروع يهدف إلى تطوير وحدة معادلة الضغط، ويضع الإمارات في صدارة الدول المساهمة في التطوير العلمي للفضاء. وقد أظهرت دولة الإمارات قدرتها على تحقيق قفزات نوعية في هذا المجال، بدءاً من إرسال رواد الفضاء إلى المحطة الدولية وصولاً إلى إرسال «مسبار الأمل» و«مهمة راشد» التي عززت من خبرتها في الاستكشافات الفضائية.

كما خصص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبلغ 100 مليون درهم لدعم الأبحاث العربية، وذلك في إطار تعزيز قدرات العالم العربي في مجالات البحث العلمي والابتكار. هذه الخطوة تعكس التزام الإمارات بتطوير القدرات الفكرية في المنطقة، وتعزز من مكانتها كحاضنة للابتكار والبحث العلمي في العالم العربي.

وفي إطار تعزيز الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قانوناً بإنشاء مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في إمارة أبوظبي، ليكون مسؤولاً عن تطوير وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المرتبطة بهذه المجالات الحيوية. هذا المجلس يعد خطوة هامة نحو تعزيز قدرة الإمارات على مواكبة التطورات التكنولوجية وتوظيفها لخدمة المجتمع والاقتصاد.

ومن جهة أخرى، كانت القمة العالمية للحكومات في دورتها 2024 محط أنظار العالم، حيث جمعت 200 شخصية عالمية من رؤساء ووزراء وخبراء لمناقشة التوجهات العالمية الكبرى في 110 جلسات حوارية تفاعلية. القمة كانت منصة لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية مواجهة التحديات المستقبلية وتقديم حلول استراتيجية في مختلف المجالات.

على الصعيد الإنساني، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «مبادرة إرث زايد الإنساني»، التي خصصت 20 مليار درهم للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة في العالم. هذه المبادرة تجسد القيم الإنسانية التي رسخها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتعزز من التزام دولة الإمارات بمساعدة الفئات الضعيفة وتقديم الدعم لمشاريع التنمية المستدامة.

وفي مجال دعم الشباب والمواهب، تم تكريم تالا الخليل من العراق باعتبارها «صانعة الأمل» الأولى في الوطن العربي ضمن مبادرة «صنّاع الأمل»، وهي المبادرة التي تهدف إلى تكريم الأفراد الذين قدموا جهوداً إنسانية ومجتمعية كبيرة في بلادهم. تالا كانت مثالاً حياً على العطاء والتفاني في تحسين المجتمعات.

من جهة أخرى، شهدت إمارة الشارقة افتتاح الموسم الثاني لمزرعة القمح في منطقة مليحة، حيث قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، بزيارة المزرعة التي تمثل جزءاً من مبادرة دعم المزارع الإنتاجية. هذا المشروع يهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي المستدام ويوفر حلولاً آمنة وفعّالة للمزارعين في المنطقة.

ومن أحدث الإنجازات في مجال السياحة والضيافة، افتتح صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، حاكم رأس الخيمة، منتجع «أنانتارا ميناء العرب»، الذي يمثل إضافة جديدة ضمن سلسلة الفنادق الفاخرة في الإمارة. يعكس هذا المنتجع التوجه الاستثماري للسياحة في رأس الخيمة، ويسهم في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للأعمال والاستثمار.

أخيراً، شهدت إمارة عجمان افتتاح «المسار التراثي» الذي يعكس غنى تاريخها وثقافتها. المسار يربط المعالم التراثية في الإمارة، من المتاحف إلى الأسواق القديمة، ويعد بمثابة جسر بين الماضي والحاضر.

إن هذه الإنجازات تمثل تجسيداً حقيقياً لرؤية دولة الإمارات 2024، وتؤكد على التزامها بالابتكار والتنمية المستدامة في جميع المجالات.